يزعم بعض الاطباء فى محاولة للترويج للتبرع بالكلى
ان الانسان يمكنه ان يعيش حياة طبيعية تماماً بربع
كلية ومن ثم فإنه يمكن التبرع بإحدى الكليتين
والاكتفاء بكلية واحدة دون اضرار .. ومن الطبيعى
انه طالما ان الله تعالى قد خلق للانسان كليتين
فلابد ان تكون هناك حكمة الهية من خلقها ولا يمكن
القول بأن احداهما زائدة ... وإذا رجعنا الى
المراجع الطبية الحديثة فسيتبين لنا ان فقدان
المتبرع لاحدى كليتيه يحرمه مما وهبه الله مما
يسمى بالاحتياطى الوظيفى للكلى ويعرضه لخطر الفشل
الكلوى سواء عند تقدمه فى السن او عند تعرضه لاى
مؤثر مفاجىء يمس وظيفة الكلى.
تعريف الاحتياطى الوظيفى للكلى:-
يعرف الاحتياطى الوظيفى للكلى بأنه ( قدرة الكلى
على زيادة كفاءة عملها عند التعرض لمؤثرات او
مخاطر معينة ) .. (
STECKLER et al.,1990
)
( مرجع رقم 1) ( راجع النص فى الوثائق ) .. وهذا
يعنى انه عند تعرض الكليتين لزيادة الضغوط
بوجود كمية كبيرة من السموم والمواد الضارة
التى يتخلص منها الجسم عن طريق البول فإن عددا
اكبر من وحدات الافراز تشارك فى العمل لزيادة
كفاءة الكلى وتخليص الجسم من هذه السموم
المتزايدة .. ولذلك فإذا افترضنا صحة مايزعمه بعض
الاطباء من ان الانسان يكفيه ربع كليه فقط ليبقى
على قيد الحياة فإن ذلك لايعنى ان باقى الكليتين
بلا عمل او وظيفة وانما تمثل الكليتان احتياطياً
وظيفياً متكاملاً تظهر اهميته فى الحالات الاتية
:-
1-فى حالة التقدم فى السن وذلك للتغلب على التدهور
الطبيعى الذى يحدث فى وظيفة الكلى والذى يرتبط
بالتقدم فى السن
AGE RELATED DECREASE IN RENAL FUNCTION
.. حيث تنخفض كفاءة الكلى تدريجياً بنسبة تصل
الى 30-50% من سن الثلاثين الى سن الثمانين
وذلك بسبب التليف المتزايد فى وحدات الافراز (
مرجع رقم 1،3،2 ) ( راجع النص بالانجليزية
فى الوثائق) .
2-مواجهة اية حالات مرضية تمس وظيفة الكلى مثل
حالات التهاب الكلى بأنواعها المختلفة والحالات
المرضية التى تؤثر على وظيفة الكلى كمرض السكر
وارتفاع ضغط الدم وغيرها .. إذ ان جميع هذه
الحالات تستلزم عمل الكليتين معاُ وبكفاءة عالية
لمنع حدوث الفشل الكلوى الحاد او المزمن .
3- مواجهة بعض الحالات الفسيولوجية التى تؤدى الى
زيادة الجهد على الكليتين مثل الحمل فى النساء ..
وتزداد اهمية عمل الكليتين معاً وبكفاءة عالية عند
حدوث مشاكل مرضية فى الحمل مثل حالات القىء
المتكرر وحالات تسمم الحمل وحالات سكر الحمل وحمل
التوائم وغيرها ... ففى جميع هذه الحالات يحتاج
الجسم الى الاحتياطى الوظيفى للكلى لمنع حدوث
الفشل الكلوى .
4- الحالات التى تؤدى الى الجفاف مثل حالات القىء
الشديد او الاسهال الشديد او عدم التعويض المناسب
للسوائل المفقودة حيث تؤدى هذه الحالات الى زيادة
الضغوط الواقعة على الكليتين.
5- حالات التسمم الغذائى او الكيميائى – من اجل
التخلص من السموم والمواد الضارة التى تطرد عن
طريق الكليتين.
6- حالات التسمم الدوائى : حيث يتم التخلص من
جانب كبير من الادوية عن طريق الكلى .. ولذلك فإن
الكثير من الادوية ( وعلى راسها مضادات
الروماتيزم والمسكنات والكثير من المضادات الحيوية
) تمثل خطراً على الكلى وقد تؤدى الى الفشل الكلوى
إذا اخذت بجرعات كبيرة او لفترات طويلة وذلك فى
حالة وجود خلل بوظائف الكليتين .. ومن هنا
يتحتم على من يفقد إحدى كليتيه ان يسلك مسلكاً
فى غاية الحذر فى تناوله للادوية المختلفة خوفاً
من تعرضه للفشل الكلوى .
ويكفى فى نهاية تناولنا لحقيقة (الاحتياطى
الوظيفى للكليتين) ان نشير الى المقال الذى ورد
فى مجلة
BMJ
البريطانية عدد يونيو 1998 (
مرجع رقم 4) والذى يحذر فيه المتبرعين والاطباء من
ان التبرع بالكلى قد يؤدى الى الفشل الكلوى
للمتبرع إذا كان مريضاً بالسكر ولكن اعراضه لم
تظهر بعد!! ولذلك فإنه يدعو الى التشدد فى فحص
المتبرع واجراء الاختبارات المعملية له واستبعاد
احتمالات تعرضه لمرض السكر.. ولعل فى هذا المقال
مايؤكد اهمية وجود الكليتين معا لمواجهة اية حالات
مرضية طارئة على امتداد سنوات العمر الطويلة
القادمة.
REFERENCES
1- GOMHA M. (1994) :
LIVE DONOR NEPHRECTOMY: EVALUATION
AND LONG-
TERM FOLLOW UP, M.D. THESIS, UROLOGY,
MANSOURA
UNIVERSITY. P. 96- 113
2-
SUMRANI N. (1993)
THE INFLUENCE OF
DONOR AGE ON FUNCTION OF RENAL
ALLOGRAFTS FROM
LIVE RELATED DONORS.
CLIN NEPHROL 39:
260-264,
3- HANS W. SOLLINGER,
M.D. (1994):
THE YEAR BOOK OF
TRANSPLANTATION.KIDNEY
TRANSPLANTATION , MOSBY, P. 124
4- D SIMMONS, M SEARLE (
1998) :
RISK OF DIABETIC
NEPHROPATHY IN POTENTIAL
LIVING RELATED
KIDNEY DONORS .BMJ MIDDLE EAST
VOLUME 5 P.65-
69
|