مخاطر نقل الكلى

 


 

 

ثانياً : تكامل دور الكليتين وحقيقة مايسمى ( الاحتياطى الوظيفى للكلى) .. وبطلان الزعم بأنه يمكن الاستغناء عن احدى الكليتين دون اضرار :-

 
 

 

يزعم بعض الاطباء فى محاولة للترويج للتبرع بالكلى ان الانسان يمكنه ان يعيش حياة طبيعية تماماً بربع كلية ومن ثم فإنه يمكن التبرع بإحدى الكليتين والاكتفاء بكلية واحدة دون اضرار .. ومن الطبيعى انه طالما ان الله تعالى قد خلق للانسان كليتين فلابد ان تكون هناك حكمة الهية من خلقها  ولا يمكن القول بأن احداهما زائدة ... وإذا رجعنا الى المراجع الطبية الحديثة فسيتبين لنا ان فقدان المتبرع لاحدى كليتيه يحرمه مما وهبه الله مما يسمى بالاحتياطى الوظيفى للكلى ويعرضه لخطر الفشل الكلوى سواء عند تقدمه فى السن او عند تعرضه لاى مؤثر مفاجىء يمس وظيفة الكلى. 

تعريف الاحتياطى الوظيفى للكلى:-

يعرف الاحتياطى الوظيفى للكلى بأنه ( قدرة الكلى على زيادة كفاءة عملها عند التعرض لمؤثرات  او مخاطر  معينة ) ..  ( STECKLER  et al.,1990  ) ( مرجع رقم 1)  ( راجع النص فى الوثائق )  .. وهذا يعنى انه عند تعرض الكليتين  لزيادة الضغوط  بوجود  كمية كبيرة من السموم  والمواد الضارة التى يتخلص منها الجسم عن طريق البول فإن  عددا اكبر من وحدات الافراز  تشارك فى العمل لزيادة كفاءة الكلى  وتخليص الجسم من هذه السموم المتزايدة .. ولذلك فإذا افترضنا صحة مايزعمه بعض الاطباء من ان  الانسان يكفيه ربع كليه فقط ليبقى على قيد الحياة فإن ذلك لايعنى ان باقى الكليتين بلا عمل او وظيفة وانما  تمثل الكليتان احتياطياً وظيفياً متكاملاً تظهر اهميته فى الحالات الاتية :-

1-فى حالة التقدم فى السن وذلك للتغلب على التدهور الطبيعى الذى يحدث فى وظيفة الكلى  والذى يرتبط  بالتقدم فى السن AGE RELATED  DECREASE  IN  RENAL  FUNCTION  .. حيث  تنخفض كفاءة الكلى تدريجياً  بنسبة تصل الى 30-50%    من سن الثلاثين الى سن الثمانين  وذلك بسبب  التليف المتزايد  فى وحدات الافراز ( مرجع رقم 1،3،2 )       ( راجع النص بالانجليزية  فى  الوثائق) .

2-مواجهة اية حالات مرضية تمس وظيفة الكلى مثل حالات التهاب الكلى بأنواعها المختلفة والحالات المرضية التى تؤثر على وظيفة الكلى كمرض السكر وارتفاع ضغط الدم وغيرها .. إذ ان جميع هذه الحالات تستلزم عمل الكليتين معاُ وبكفاءة عالية لمنع حدوث الفشل الكلوى الحاد او المزمن .

3- مواجهة بعض الحالات الفسيولوجية التى  تؤدى الى زيادة الجهد على الكليتين  مثل الحمل فى النساء .. وتزداد اهمية عمل الكليتين معاً وبكفاءة عالية عند حدوث مشاكل مرضية فى الحمل مثل حالات القىء المتكرر وحالات تسمم الحمل وحالات سكر الحمل وحمل التوائم وغيرها ... ففى جميع هذه الحالات يحتاج الجسم الى الاحتياطى الوظيفى للكلى  لمنع حدوث الفشل الكلوى .

4- الحالات التى تؤدى الى الجفاف  مثل حالات القىء الشديد او الاسهال الشديد او عدم التعويض المناسب  للسوائل المفقودة حيث تؤدى هذه الحالات الى زيادة الضغوط الواقعة على الكليتين.

5- حالات  التسمم الغذائى او الكيميائى – من اجل التخلص من السموم والمواد الضارة التى تطرد عن طريق الكليتين.

6- حالات التسمم الدوائى :  حيث يتم التخلص من جانب كبير من الادوية عن طريق الكلى .. ولذلك فإن الكثير من الادوية  ( وعلى راسها مضادات الروماتيزم والمسكنات والكثير من المضادات الحيوية ) تمثل خطراً على الكلى وقد تؤدى الى الفشل الكلوى إذا اخذت بجرعات كبيرة او لفترات طويلة وذلك فى حالة وجود خلل بوظائف الكليتين .. ومن هنا يتحتم على  من يفقد  إحدى كليتيه ان يسلك مسلكاً فى غاية الحذر فى تناوله للادوية المختلفة خوفاً من تعرضه للفشل الكلوى .

ويكفى فى نهاية تناولنا لحقيقة (الاحتياطى الوظيفى للكليتين) ان نشير الى المقال الذى ورد فى مجلة  BMJ البريطانية عدد يونيو 1998 ( مرجع رقم 4) والذى يحذر فيه المتبرعين والاطباء من ان  التبرع بالكلى قد يؤدى الى الفشل الكلوى للمتبرع إذا كان مريضاً بالسكر ولكن  اعراضه لم تظهر بعد!! ولذلك فإنه يدعو الى التشدد فى فحص المتبرع واجراء الاختبارات المعملية له واستبعاد احتمالات تعرضه لمرض السكر.. ولعل فى هذا المقال مايؤكد اهمية وجود الكليتين معا لمواجهة اية حالات مرضية طارئة على امتداد سنوات العمر الطويلة القادمة.

 

REFERENCES

1- GOMHA M. (1994) :

    LIVE  DONOR  NEPHRECTOMY:   EVALUATION  AND  LONG-    

    TERM  FOLLOW UP, M.D. THESIS, UROLOGY, MANSOURA  

    UNIVERSITY.  P. 96- 113

2- SUMRANI  N. (1993)

   THE  INFLUENCE  OF DONOR  AGE ON  FUNCTION  OF  RENAL        

   ALLOGRAFTS  FROM  LIVE  RELATED  DONORS.

   CLIN  NEPHROL 39: 260-264,

3- HANS W. SOLLINGER, M.D. (1994):

   THE YEAR BOOK OF TRANSPLANTATION.KIDNEY      

   TRANSPLANTATION , MOSBY, P. 124

4- D SIMMONS, M  SEARLE ( 1998) :

    RISK  OF  DIABETIC  NEPHROPATHY  IN  POTENTIAL    

    LIVING  RELATED  KIDNEY  DONORS .BMJ  MIDDLE  EAST     

    VOLUME 5  P.65- 69