يتميز المجتمع المصرى عن كافة المجتمعات
على وجه الارض بشدة الروابط الاسرية وصلة
الرحم .. و إذا كان تشريح الجثة لاحد
الاقارب هو من اشق الامور على نفوس
المصريين .. فما بالنا بقتل المرضى
الاحياء لانتزاع اعضائهم ؟ .. ان هذه
الحقيقة هامة للغاية للتحذير من المخاطر
الامنية الشديدة التى تكمن وراء محاولات
تقنين ( موت المخ المزعوم ) فى مصر ..
فماذا سيفعل الاهل والاقارب فى مصر اذا
ماسرت مجرد شائعات بأن الاطباء قد قتلوا
مريضهم او يستعدون لقتله بانتزاع اعضائه
!!!؟
ويكفى ان نتوقف امام
بعض الحوادث الامنية الخطيرة التى جرى
فيها الاعتداء على المستشفيات والاطباء فى
مصر فى السنوات الاخيرة نتيجة انفعال
الاهل لمجرد الشك فى اهمال الاطباء
وتسببهم فى وفاة احد المريض .. ومن هذه
الحوادث الهامة مايلى :-
أ- حادث الاعتداء على
قسم الطوارىء بمستشفى قصر العينى وتحطيم
غرفة العمليات فى 2/10/1992 وذلك بعد وفاة
ضابط شرطة نتيجة تشكك زملاء الضابط
واقاربه فى ان اهمال الاطباء هو السبب فى
وفاته .. وقد احدث هذا الاعتداء خللاً
امنياً وذعراً بين الاطباء وفى المستشفيات
.. فقامت نقابة الاطباء فى الايام التالية
بنشر الاعلانات فى الصحف القومية التى
تناشد المسئولين حماية الاطباء بعد تكرار
حدوث الحوادث المماثلة.
ب- حادث العناية
المركزة بطب الاسكندرية عام 1998 الذى
توفى فيه عدد من مرضى جراحة المخ والاعصاب
.. واتهمت فيه احدى الممرضات بقتل هؤلاء
المرضى .. وقد حدثت اضطرابات امنية خطيرة
فى الاسكندرية نتيجة الشائعات بأن الاطباء
هم المسئولون الحقيقيون واندلعت المظاهرات
التى ضمت اكثر من ثلاثة الاف مواطن
واستمرت عدة ايام فى وسط مدينة الاسكندرية
وقامت بالاعتداء على كلية الطب وتصدت لها
قوات كبيرة من الامن المركزى كما ورد فى
صحيفة الاهرام فى 27/3/1998
ج- حادث الاعتداء على احد المستشفيات
الخاصة الشهيرة بمنطقة المهندسين عام 1995
وذلك من جانب اهالى احد الاحياء الشعبية
القريبة من المستشفى والتى ينتمى اليها
شاب اصيب فى حادث وتوفى فى الاستقبال
بالمستشفى .. وذلك بسبب انتشار شائعة بأن
الاطباء قد اهملوا فى علاجه وتسببوا فى
وفاته .. وقد تعاطف اهل الحى الشعبى
وقاموا بتحطيم مدخل وواجهات المستشفى
وقامت قوات الامن بالتصدى لهم .
د- الضجة الكبرى التى
عصفت بالمجتمع المصرى فى 25 يناير 1996
نتيجة حادث سرقة العيون فى بنك العيون بطب
عين شمس ..وقد تابع المجتمع كله هذه
القضية التى تم التحقيق فيها بمعرفة
النيابة العامة مع كبار اطباء العيون
واثارت حالة من الهلع بين الناس وشغلت
اهتمام كافة وسائل الاعلام لفترة طويلة ..
وذلك لمجرد ان احد الابناء قد اكتشف سرقة
العينين من جثة والده داخل المستشفى
الجامعى !!
وفى ضوء هذه الحقائق فاننا نسأل:-
• هل تتحمل بلادنا
عواقب مثل هذه الاضطرابات الامنية الخطيرة
التى يمكن ان تصبح حادثاً متكرراً فى حالة
اقرار قانون يبيح انتزاع اعضاء مرضى
مايسمى ( بموت المخ ) .. حيث تتكرر هذه
الحوادث كلما شك الاهل والاقارب- مجرد
الشك - فى ان مريضهم قد قتل على ايدى
اطباء نقل الاعضاء وانتزعت اعضاؤه وهو حى
نابض القلب؟
• هل يمكن التصدى
لنيران الفتن الطائفية التى قد تشتعل اذا
ماسرت الشائعات بان هذا المريض او ذاك قد
قتل وانتزعت اعضاؤه عمداً بسبب ديانته ..
ان تقنين قتل المريض الحى بالزعم بانه ميت
مخياً قد يكون وقوداً جاهزاً للفتن
الطائفية والشائعات المغرضة والانفعالات
التى يصعب السيطرة عليها .
وقى الله بلادنا شر هذه الفتن النائمة ..
وحفظ الله مصر – كنانة الله فى ارضه- من
كل سوء .. وادام عليها نعمته من الامن
والامان.
الجمعية المصرية للاخلاقيات الطبية
|