بيان من أ.د/
ممدوح سلامة ( أستاذ جراجة المخ
والأعصاب)
بهدوء
ووضوح … لا موت والقلب ينبض
30/3/2009
جذع المخ هو جزء من المخ يحتوى على
مراكز للوظائف الحيوية أهمها مركز
التنفس ومركز القلب .. ومايطلق عليه
البعض تعبير موت جذع المخ هو عبارة
عن شخص فشل فيه مركز التنفس وأصبح
معتمداً على جهاز تنفس صناعي ولكن
مركز القلب بجذع المخ مازال يعمل
حيث ينبض القلب بدون مساعدة جهاز
ويعمل بكفاءة للقيام بوظيفته الطبيعية
فى تشغيل الدورة الدموية لتغذية كل
الجسم... إذاً مركز القلب الموجود
بجذع المخ يعمل وعلى ذلك فإن انشطة
جذع المخ لم تتوقف جميعها وأهم ماتبقى
يعمل هو مركز القلب .. ولقد قال
البعض إن عضلة القلب لها خاصية
الانقباض والانبساط تلقائيا حتى بعد
عزلها عن باقى الجسم فى حيوانات
التجارب مثل الضفدعة .. وتناسى من
يقول بذلك ان نشاط القلب فى هذه
الحالة محدود جدا ويعمل القلب لفترة
وجيزة وبسرعة ضئيلة جدا بالنسبة
لعمله الطبيعى وبضعف واضح لايستطيع
ادارة الدورة الدموية .. وحتى لو
سلمنا جدلاً بذلك فإن مريض مايسمى
بموت جذع المخ لم ينفصل فيه القلب عن
اتصاله بالمركز الاعلى للقلب الموجود
بجذع المخ ولا يمكن القول ابدا بأن
نشاط القلب الذى يستمر بكفاءة لعدة
ايام واحيانا اسابيع ليس تحت سيطرة
مركز القلب الموجود بجذع المخ والذى
يستدل منه ان جذع المخ مازال يعمل
بعد توقف مراكز اخرى مثل التنفس.
ومن المعروف لكل من يتعامل مع الحالات
الحرجة ان القلب قد يتوقف ثم يعود له
نشاطه بكفاءة بعد احداث تنبيه له الا
انه يأتى وقت لا يمكن استعادة نشاطه
مهما بذل الاطباء من جهد مع اتاحة
كافة الامكانيات وهنا يكون الشخص مات
فعلا بتوقف القلب والتنفس .. وهذا رد
على ماقاله البعض من ان القلب الذى
يتوقف يمكن استعادة نشاطه دائما
بالتنبيه.. ولعل من يقول ذلك يدرك انه
يحدث احيانا توقف للقلب بسبب الحساسية
لحقن مادة ما وقد يحدث ذلك فى غرفة
العمليات وبها كل الامكانيات من اطباء
ذوى خبرة واجهزة مساعدة وتفشل كل
الوسائل فى استعادة نشـــــــاط القلب
و ذلك لان الوفاة قد تحققت بتوقف
القلب.
الخلاصة بهدوء ووضوح ان هناك شخص
توقف فيه التنفس وبعض مراكز جذع المخ
عدا مركز القلب الذى يعمل بكفاءة فى
تشغيل الدورة الدموية .. يريد البعض
تقنين احداث موت محقق لهذا الشخص
بانتزاع عضو حيوى منه مثل الكبد او
القلب نظير منفعة محتملة لتحسين حالة
مريض اخر .. علماً بأن المستهدفين
لاخذ الاعضاء منهم فى هذه الحالات
معظمهم من مصابى الحوادث الذين
يتمتعون باعضاء سليمة عدا الجزء
المصاب ومعظمهم من الشباب وفى منتصف
العمر وهؤلاء هم الاولى ببذل كل جهد
طبى ممكن للابقاء على حياتهم مادام
القلب ينبض.
دكتور/ ممدوح محمد سلامة
استاذ جراحة المخ والاعصاب
عيادة/ 33936621
منزل / 25757401
محمول/5635535/010
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
حقيقة مايثار حول مايسمى بموت جذع
المخ
بحث مقدم لمؤتمر مجمع البحوث
الاسلامية الثالث عشر
القاهرة 10-12
مارس 2009
من
أد/شريف عزت عبد العزيز عزت
·
أستاذ جراحة المخ والأعصاب- طب الأزهر
·
عميد كلية طب الأزهر الأسبق
·
رئيس جمعية الشرق الأوسط لجراحى
الأعصاب
·
عضو لجنة التدريب والتعليم بالاتحاد
الدولى لجراحى الأعصاب
·
الرئيس الفخرى للجمعية العربية لجراحى
الأعصاب
·
الرئيس الفخرى للجمعية المصرية لجراحى
الأعصاب
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ
وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ
وَالْبَحْرِ
وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ
وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ
مِمَّنْ
خَلَقْنَا تَفْضِيلا ً
الاسراء
إن مهمة الطبيب فى المقام الأول هى أن
يوظف كل ما تجمع لديه من علم وخبرة فى
الحفاظ على حياة مرضاه بأن يقدم كل
المساعدة والعون لأن تكون حياة هؤلاء
المرضى فى أحسن وأكمل صورة وظيفية
بإذن الله وليس من مهامه على الاطلاق
انهاء حياة هؤلاء المرضى تحت أى ظرف
وأياً كان المبرر.
وجراحات زراعة الأعضاء البشرية هى أحد
المجالات الطبية التى أحيت أملاً فى
شفاء كثير من مرضى فشل الأعضاء وهذه
الجراحات إذا كان الشرع يقرها
والقانون ينظمها فلا غبار عليها إذا
تم نقل الأعضاء من أحياء إلى أحياء أو
من موتى -الموت المتعارف عليه- إلى
أحياء.
وعندما نقول الموت المتعارف عليه
فإننا نقصد ماتعارف عليه البشر منذ
بدء الخليقة وهو أن الموت يحدث عندما
تتوقف جميع أجهزة الجسم عن العمل
وتختفى جميع مظاهر الحياة فيه بمغادرة
الروح للجسد وهذا هو الموت البيولوجى
الذى لايمثل ادراك حدوثه أى صعوبة لأى
انسان صغر أم كبر (ولنذكر قصة ابنى
آدم).
نشأة الفكرة
لم يفكر أحد فى وضع تعاريف جديدة أو
وصف أنواع أخرى من الموت إلا فى الثلث
الأخيرمن القرن الماضى عندما بدأ
التفكير فى زراعة أعضاء أحادية مثل
القلب والكبد وتبين أن هذه الأعضاء
لاتصلح عندما يتم نقلها من جسد ميت
الموت البيولوجى المتعارف عليه وأن
هذه الأعضاء تتطلب لكى تعمل بكفاءة فى
الجسد المنقولة إليه أن تنتزع من
أجساد أناس مازال قلبهم ينبض ودورتهم
الدموية تعمل بكفاءة.
وهنا برزت المشكلة كيف تنتزع الأعضاء
من أناس مازالوا على قيد الحياة..
ووجد البعض ضالتهم فى المرضى الذين
يعانون من إصابات دماغية شديدة تؤثر
على درجة وعيهم وتحتاج لوضعهم على
أجهزة التنفس الصناعى وأدخلوا مصطلح
الموت الاكلينيكى أو الموت الدماغى أو
موت جذع المخ فى القاموس الطبى لأول
مرة للايحاء بأن هؤلاء المرضى موتى
حتى يمكنهم نزع ما يريدون من أعضاء
منهم دون حساب.
وبهذا أصبح هناك نوع جديد من الموت هو
الموت الاكلينيكى- الدافع الحقيقى
لوجوده جنى أعضاء من أجساد مرضى
مازالوا على قيد الحياة.
وهنا تبدو ملاحظة جديرة بالتفكير
لماذا سُمى موت جذع المخ بالذات
ولماذا لم يسموه فشل جذع المخ أسوة
بالمسمى الذى يطلق حال فشل أى عضو من
أعضاء الجسم فى تأدية وظائفه فنحن لم
نسمع مثلاً بموت القلب أو موت الكبد
أو موت الرئة والواضح أن تشخيص فشل
يعنى وجوب بذل المجهود العلاجى
لاستعادة الوظيفة بينما تشخيص موت وضع
لكى يوحى أنه ليس هناك أى فائدة
علاجية ترجى فى هذه الحالات حتى يصل
الايحاء لأهل المريض بأن هذا المريض
ميت ولا فائدة من استمرار المحاولات
الطبية لانقاذ حياته وبذلك يمكنهم نزع
الأعضاء من هؤلاء المرضى الذين
مازالوا على قيد الحياة.
محاولة وضع الضوابط
عندما ظهر مصطلح الموت الاكلينيكى بدت
هناك ضرورة لوضع بعض الضوابط للوصول
لهذا التشخيص فى محاوله لعدم تجريم
من يقومون بجراحات نزع الأعضاء من
هؤلاء المرضى ووقوعهم تحت طائلة
القانون.
وصدرت أول هذه الضوابط من جامعة
هارفارد الأمريكية عام
1968
وتوالى بعد ذلك صدور ضوابط من دول
أخرى بل ومن ولايات أخرى داخل
الولايات المتحدة الأمريكية والملاحظ
أن هناك خلافات بين هذه الضوابط مما
يعنى أن من يعتبر ميتاً طبقاً لضوابط
بلد أو ولاية معينة يعتبر حياً طبقأً
لضوابط أخرى ويجب الاستمرار فى تقديم
الدعم اللازم للإبقاء على حياته.
والمثير للدهشة أنه بعد مرور فترة من
الزمن أعلنت جامعة هارفارد عن مجموعة
من التسهيلات فى الضوابط التى سبق
وضعها لإعلان موت هؤلاء المرضى بدعوى
طول قائمة انتظار المصابين المحتاجين
للتبرع بالأعضاء مما يستوجب وجود
أجساد أكثر لنزع أعضائها.
وبالرغم من هذه الضوابط فما زالت
جنبات المحاكم الأجنبية تشهد العديد
من دعاوى القتل العمد المرفوعة من أهل
المرضى الذين تم نزع الأعضاء منهم.
الممارسة (الملاحظات-المآخذ)
ان هذه الضوابط فى مجملها تعتمد على
علامات اكلينيكية واختبارات سريرية
ونحن نعرف جميعاً أن الأطباء كثيراً
مايختلفون فى إثارة العلامات
الاكلينيكية وتقييم جدواها فى التشخيص
أما الاختبارات التى تتم من خلال
استخدام أجهزة فهنا يتدخل دور حساسية
هذه الأجهزة وطبيعة المؤثر المرسل
منها وتوافقه مع النسيج المؤثر فيه ثم
قدرته على استقبال الاستجابة.
ومن هنا يتضح ان جميع هذه الضوابط
عليها مآخذ ولا يمكن الاعتماد عليها
فى اعلان وفاة انسان مازال به من
مظاهر الحياة الكثير.
وأكبر دليل على ذلك هو شفاء العديد من
المرضى الذين تم تشخيصهم موتى طبقاً
لهذه الضوابط ولكن بعد استمرار تقديم
الرعاية الطبية اللازمة لهم طبقاً
لرغبة ذويهم كتب الله لهم الشفاء.
إن الاختبارات الرئيسية التى يعتمد
عليها فى تشخيص ما يسمى بموت جذع المخ
مثل توقف الدورة الدموية المخية وعدم
وجود استجابة لرسم المخ الكهربائى
وعدم حدوث تنفس تلقائى عند فصل جهاز
التنفس الصناعى والذى يمثل اجراؤه
جريمة فى حد ذاته .. هذه الاختبارات
مطعون فيها بشدة.
فقد أظهرت الأبحاث أنه باستخدام
تقنيات متقدمة ثبت وجود دورة دموية فى
المخ فى الحالات التى تم تشخيص توقف
الدورة الدموية المخية فيها بالوسائل
التقليدية.
كما أظهرت أبحاث أخرى شكوكاً فى
مصداقية الاعتماد على أجهزة رسم المخ
فى تشخيص مايسمى بموت جذع المخ حيث أن
النشاط الكهربى يمكن استمرار تواجده
فى مناطق أخرى من المخ وقد ثبت وجود
نشاط كهربى فى أماكن عميقة بالمخ فى
حالات تم تشخيصها موت جذع مخ عند وضع
المستقبلات فى هذه الأجزاء مباشرة
بدلا من وضعها على فروة الرأس.
هذا بالاضافة إلى المآخذ العديدة على
اختبار فصل جهاز التنفس عن المريض
لبيان إذا ماكان سيتنفس تلقائياً أم
لا حيث انه من المعروف علمياً أن المخ
السليم لايتحمل نقص الاكسجين إلا
لفترة بسيطة لا تتعدى أربع دقائق، أما
المخ المصاب فإنه لايتحمل حتى هذه
المدة..ويعنى فصل جهاز التنفس أننا
نزيد من إصابة المخ وتلفه بدلا من
الاستمرار فى تقديم الدعم والرعاية
اللازمة له حتى يعود لآداء وظيفته من
جديد.
مظاهر الحياة فى أجساد المصابين
إن أجساد مصابى فشل جذع المخ الذين
يسمون زوراً وبهتاناً بموتى جذع المخ
بهم من مظاهر الحياة الكثير والكثير:
1.
ظاهرة لازاروس والتى تتمثل فى حدوث
حركات مقاومة بالجسم عند إجراء
اختبارات ايقاف جهاز التنفس أو عند
محاولة نزع الأعضاء من أجسادهم مما
يتطلب حقنهم بمرخيات للعضلات أو
اعطاءهم جرعة مخدر- هل الميت يحتاج
إلى تخدير!!
2.
التغير فى معدلات النبض وضغط الدم
الذى يصاحب ايقاف جهاز التنفس أو عند
نزع الأعضاء مما يعنى بقوة استمرار
حيوية مراكز الدورة الدموية بجذع
المخ.
3.
جسد المريض فى هذه الحالة يحتفظ بدرجة
حرارته الطبيعية مما يعنى
استمرارعمليات الأيض والتمثيل الغذائى
فى جسده بصورة طبيعية.
4.
حدوث قرح الفراش والقابلية للعدوى مما
ينتج عنه التهابات ببعض الأجهزة مثل
الجهاز التنفسى أو الجهاز البولى
ويترتب على هذا ارتفاع فى درجة
الحرارة وزيادة عدد كريات الدم
البيضاء مماثلاً لرد الفعل الطبيعى فى
أى مريض..فهل هذا ممكن حدوثه فى
الموتى!!!
5.
عمليات الاخراج تتم بصورة طبيعية.
6.
مستوى هرمونات تحت المهاد والغدة
النخامية وجد عالياً فى هؤلاء المرضى
مما يجزم بأن هذه الأجزاء من المخ ما
زالت تؤدى عملها.
7.
استمرار الحمل حتى تمام نمو الجنين فى
بعض السيدات الحوامل اللاتى تم تشخيص
حالتهن موت جذع مخ ..كيف يستطيع جسد
ميتة تقديم احتياجات الجنين للنمو
والحياة حتى يكتمل هذ النمو ويتم
اخراجه للحياة.
8.
بالرغم من توقف مركز التنفس فى هؤلاء
المرضى عن العمل واحتياجهم لجهاز
التنفس الصناعى للابقاء على حياتهم
فإن نسيج الرئة يعمل بكفاءة ويقوم
باستخلاص الاكسيجين وطرد ثانى أكسيد
الكربون.
9.
عودة عدد من المرضى الذين تم تشخيصهم
إلى الحياة العادية بعد تقديم الرعاية
اللازمة.
إن السادة المؤيدين لمفهوم موت جذع
المخ يتصدون لهذا بقولهم إن عودة
المصاب الذى تم تشخيصه بموت جذع المخ
إلى الحياة مرة أخرى يعنى خطأً فى
التشخيص ...والرد على هذا هو
أولاً:
إن الحالات التى تم شفاؤها تم تشخيصها
بنفس الأطباء الذين شخصوا الحالات
الأخرى التى تم نزع أعضائها بدعوى
موتها..والفارق الوحيد أن أهل بعض
المرضى رفضوا قبول هذا المفهوم
وطالبوا باستمرار تقديم العلاج
والرعاية لمرضاهم ونتيجة لذلك كتب
لبعضهم الشفاء.وإذا كان من وجهة نظرهم
أن التشخيص الخاطئ يترتب عليه استمرار
حياة المرضى بينما التشخيص الصحيح
يترتب عليه موتهم فمرحباً بالتشخيص
الخاطئ.
ثانياً:
كلنا نعلم أن الموت البيولوجى
المتعارف عليه تعقبه تغيرات معروفة
يتم حدوثها على التوالى وهى:البرودة-
الزرقة - التيبس- التحلل..فهل يحدث شئ
من هذه التغيرات فى أجساد هؤلاء
المرضى مهما طالت المدة.
مما تقدم يمكن التحقق من أن اعتبار
مرضى اصابات جذع المخ موتى هو خطأً
كبير..ففى الواقع أن هؤلاء المرضى
يعانون من فشل جذع المخ ومثل فشل أى
عضو حيوى فى الجسم فإن وظيفته إذا لم
يتم احلالها بالوسائل الميكانيكية
المتقدمة حتى يتم علاجهم فإنهم فى
النهاية سيموتمون.
وللأسف فإن مرضى فشل جذع المخ محرومون
من هذا الحق،فهناك استعجال فى
اعتبارهم موتى ولا يخفى عليكم أن
الهدف الحقيقى من وراء ذلك هو نزع
أعضائهم.
وقد ذكر أحد مشاهير أطباء القلب
اليابانيين أن الحكم المتسرع بموت
المخ بدون بذل المحاولات العلاجية
الحديثة يمثل فى الحقيقة جريمة قتل
عمد أوعلى أحسن الفروض سوء شديد
لممارسة المهنة.
إن المعلومة التى يجب ألا تغيب عن
أذهاننا هى أنه عند وقوع الاختيار على
أحد هؤلاء المرضى كمانح للأعضاء فإن
العلاج المقدم له لايكون الهدف منه
شفاءه وعودته للحياة الطبيعية مرة
أخرى وإنما يكون الهدف الأساسى منه هو
المحافظة على الأعضاء فى حالة جيدة
حتى يمكن نقلها ..وبذلك يحرم هذا
المريض من حقه فى العلاج واستمرار
محاولات إبقائه على الحياة حتى آخر
لحظة.
الاتهامات
إن محاولة السادة المؤيدين لهذا
المفهوم الخاطئ - موت جذع المخ-
لاتهام معاريضهم تارةً بالجهل..
وتارةً بالعودة إلى التخلف وعدم
مسايرة التقدم العلمى..وتارةً بأنهم
قلة لها توجهات معينة..مردود عليه
بمتنتهى الهدوء وبالأسلوب العلمى
1.
ان المراجع العلمية الموثقة والعديدة
بها الكثير والكثير من الأبحاث التى
تعارض هذا المفهوم معارضةً شديدة وهذه
الأبحاث صادرة عن علماء من جنسيات
مختلفة تنتمى إلى دول العالم
المتقدم..وعلى سبيل المثال فإنى أدعو
أى انسان حتى لو لم يكن متخصصاً أن
يتصفح الانترنت على موقع "موت المخ" "Brain
Death"
حتى يعلم قدر المعارضة وحجم
المعارضين.
2.
إذا كان هذا دعوة للتخلف وعدم مسايرة
التقدم العلمى فيجب أن نعترف بأننا
متخلفون علمياً بالفعل فى أشياء كثيرة
جداً وموافقتنا على قتل مرضى مازالوا
على قيد الحياة بدعوى المساهمة فى
إنقاذ حياة آخرين لايعنى أننا أصبحنا
متقدمين وإلا فعلينا كى نصبح أكثر
تقدماً أن نوافق على اباحة الاجهاض
وتأجير الأرحام وقتل الرحمة وما إلى
ذلك مما يبيحه العالم المتقدم ولايسمح
ديننا ولا تقاليدنا بأن نتبعه.
3.
أن مايربط العارضين لهذا المفهوم
الخاطئ أنهم جميعاً علماء أفاضل
مميزون ينتمون لدول مختلفة ولديانات
مختلفة لا يجمعهم حزب أو جمعية أو
توجه معين وإنما يجمعهم حرصهم على
حياة مرضاهم وعلى القسم الذى أقسموه
قبل ممارستهم لمهنة الطب.
4.
إن القول بأن بلدة إسلامية قد وافقت
على هذا المفهوم وإجراء هذه الجراحات
وهل يعنى هذا وجوب اتباعهم فإنى أترك
الرد على هذا للسادة العلماء
المتخصصين..ولكنى أود أن أُذَّكِركُم
بأن دولة اسلامية أخرى عندما أعلنت
الوفاة الاكلينيكية لمليكهم بواسطة
الجهة الأجنبية المعالجة رفضوا اعتبار
أنه ميت حتى مات الموت الطبيعى
المتعارف عليه وحينها أعلنوا
وفاته..وإذا كنا سنتبع فأَىُّ البلدين
الاسلاميين نتبع؟!!!
وتبقى بعض التساؤلات:
1.
هل الأجهزة المعاونة على الابقاء على
الحياة تم اختراعها لتُبقى على حياة
البعض تمهيداً لنزع أعضائهم بمعرفتنا
فى الوقت الذى نريده قبل أن يأذن الله
بانهاء حياة هؤلاء المرضى.
2.
كم عدد المرضى المطلوب قتلهم لحل هذه
المشكلة المتفاقمة التى صنعناها
بإهمالنا فى الحفاظ على حياة مواطنينا
ونسياننا لمبدأ " الوقاية خير من
العلاج".
3.
هل يمكننا أن نقر أن هناك نوعين من
الموت- الموت البيولوجى المعروف الذى
لايعلم توقيته إلا الله عز وجل والنوع
الآخر وهو ما يسمى بالموت الاكلينيكى
الذى يتم بتوقيت تدخل انسانى بحت وقبل
مفارقة الروح للجسد مما يمثل جريمة
قتل عمد متكاملة الأركان.
4.
وإذا تم الاعتراف بالموت الاكلينيكى
هل سيصدر قانون باعتبار كل مريض يتم
تشخيصه فى هذه الحالة - سواء كانت
ستنتزع أعضاؤه أم لا- ميتاً.. ويعلن
موته ونجيز مايترتب على هذا من
اجراءات شرعية أم أننا سنعلن موت من
نريد موته ونعتبر الآخر الذى فى مثل
حالته المرضية حياً.
5.
هل تم شرح حقيقة الوضع الطبى لهؤلاء
المرضى المشخصين خطأً "موتى جذع المخ"
بصدق أم أنه يتم الايحاء لذويهم بأنهم
أموات أو على أحسن الفروض ميئوس من
شفائهم.
إن الموت هو الحقيقة الوحيدة المؤكدة
فى هذه الحياة لذا كان من الواجب
التيقن من حدوثه لما يترتب عليه من
آثار شرعية واقتصادية واجتماعية..ولا
يجب أن نستدرج فى هذا الخصوص إلى
الفكر الميكيافيللى بأن الغاية تبرر
الوسيلة وأن هؤلاء المرضى ميؤس من
شفائهم أو فى مرحلة استدبار الحياة أو
أنهم يعتمدون على وسائل معاونة
لاستمرار حياتهم..وأن نزع أعضاء هؤلاء
المرضى سوف يعود بالفائدة على أناس
آخرين يحتاجون لهذه الاعضاء..فالميئوس
من شفائه مازال حياً ومستدبر الحياة
مازال حياً ومن يعتمد على وسائل
معاونه لاستمرار حياته مازال حياً.
وفى النهاية أود أن أُذَّكِركُم
وأُذَّكِرنفسى بقول نبينا الكريم صلى
الله عليه وسلم فى حديثه الشريف
"الحلال
بين والحرام بين وبينهما أمور
ُمشتبهات فمن وقع فى الشبهات فقد وقع
فى الحرام ومن اتقى الشبهات فقد
استبرأ لدينه وعرضه"
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
بيان الاستاذ الدكتور /حسن حسن على
جاويش
المــوت كحــقيقة علمـــية
منذ بدأ الخليقة وحتى النصف الثانى من
القرن العشرين كان مفهوم الموت هو
توقف جسم الانسان عن القيام بوظائفه
الحيوية اى فقدان الوعى والادراك
والحركة وتوقف التنفس والقلب.
وفى النصف الثانى من القرن العشرين
وباستخدام الاساليب الحديثة وبالتفهم
لوظائف الجسم الفسيولوجية المختلفة ،
اصبح ممكنا استعادة نبضات القلب
واستعمال الاجهزة لتشغيل الجهاز
التنفسى وباستعمال وسائل التغذية
الصناعية اصبح ممكنا الابقاء على جسم
الانسان حيا لمدة غير محدودة.
الا ان المخ شكل مشكلة فان المفهوم
الطبى لوظائف المخ وطبيعة التمثيل
الغذائى به وتفهم طبيعة المواد
الكيميائية التى تقوم خلايا المخ
بافرازها لم يصل الى الحد الذى يمكن
معه اعادة تشغيل المخ بعد توقف نشاطه
الا فى حالات قليلة.
ومن هنا برزت المقولة بأن توقف وظائف
المخ وجذع المخ يعتبر موتا للمخ.
وادخلت معايير اكلينيكية مثل :
1-
عدم القدرة على الحركة او الاستجابة
للالم.
2-
عدم استجابة حركة العين للضوء.
3-
عدم وجود افعال منعكسة فى قرنية العين
والحلق.
4-
عدم استجابة الاذن الداخلية وعصب
التوازن لاختبار الحرارة.
5-
عدم قدرة ضربات القلب على الزيادة بين
حقن الاتروبين.
6-
اختبار محاولات التنفس بعد رفع نسبة
ثانى اكسيد الكربون بالجسم.
كما توجد بعض الابحاث لتأكيد الظاهرة
الاكلينيكية مثل :
1-
غياب النشاط الكهربائى للمخ مقاسا
بواسطة جهاز رسم المخ بوضع قطب الجهاز
على فروة الراس.
2-
دراسة الافعال المستفزة لجذع المخ عن
طريق وضع قطب الجهاز على الراس من
الخارج.
3-
اجراء تحاليل كيميائية على السائل
النخاعى وعلى اوردة المخ.
4-
دراسة الدورة الدموية للمخ عن طريق
اجراء اشعة شرايين المخ باستعمال
الصبغة او استعمال المواد المشعة.
5-
دراسة تدفق الدم بالمخ باستعمال
الزينون.
6-
استعمال الموجات الصوتية فى دراسة
تدفق الدم بشرايين المخ.
7-
دراسة تدفق الدم بشرايين العين.
8-
قياس ضغط السائل النخاعى ومقارنته
بضغط الدم.
والــــرد على ذلك
اولاً :
من حيث المنطق العلمى فإن تطبيق
المقولة ان الجزء الذى لايعمل يعتبر
جزءا ميتا هو تطبيق ً للمبدأ بأن مالا
اراه هو غير موجود.
فان اى شخص علمى يعلم تماماً بان
توقف جهاز فى الجسم او جزء من هذا
الجهاز او مجموعة خلايا عن العمل تعنى
فقط انها لاتعمل بصورة يمكن ادراكها
ولا يعنى اطلاقاً انها توقفت تماماً
عن العمل او انها ماتت.
ثانياً :
ان الفحص الاكلينيكى سواء قام به طبيب
واحد او عدة اطباء وسواءً كان مرة
واحدة او عدة مرات هو خاضع لدرجة
تقديرهم الخاصة لوظائف المخ وجذع المخ
وتقديرهم انها لاتعمل هو شىء تقديرى
وليس مطلقاً.
ثالثاً :
ان الاجهزة المختلفة سواءً كانت
كهربائية او معملية لها حساسية معينة
فى القياسات ودرجة تلك الحساسية تزداد
يوم بعد يوم بتطوير هذه الاجهزة وما
يوجد منها الان لا يعتبر الحجة
النهائية فى الحكم على وظائف المخ
انها توقفت نهائياً.
وبالنظر الى ماسبق وباستعراض خبرة
الاخرين يتضح ان الفحص الاكلينيكى
والقياسات المعملية لم تصل الى الدرجة
الكافية لكى تجزم ان المخ او جذع المخ
قد توقف نهائياً عن العمل والدليل على
ذلك فى كتاب :
مرجع الحالات الحرجة ، شوماكر واخرين
، طباعة شركة سوندرز ، 1995 صفحة
605-606-607-608-609
Text book of critical care,
Shoemaker Saunders 1995, page
605-606-607-608-609
والذى يذكر
فيه انه فى بعض الحالات التى طبق
عليها النظام السابق والتى اقر فيها
الاطباء اكلينيكياً ومعملياً ان المخ
وجذع المخ قد توقفا عن العمل فانه
لوحظ الاتى
:
1-
بعض هذه الحالات يحتفظ الجسم بدرجة
حرارة ثابتة والمعلوم ان مركز تنظيم
الحرارة موجود بالمخ0
2-
انه فى بعض هذه الحالات والتى لايوجد
فيها اى نشاط كهربائى للمخ بعد قياسه
بواسطة رسم المخ عن طريق وضع القطب
الكهربائى على فروة الرأس إذا احدثنا
ثقباً فى عظام الجمجمة ووضعنا القطب
الكهربائى داخل المخ فانه بالامكان
ان نجد نشاطا كهربائياً للمخ حيث ان
عظام الجمجمة وفروة الرأس تضعف قوة
التيار الكهربائى المنبعث من المخ0
3-
ان الغدة النخامية تستمر فى افراز
هرموناتها رغم كل المقاييس
السابقة0
4-
انه فى بعض الحالات التى اظهرت الاشعة
انه لايوجد تدفق للدم داخل المخ اجرى
لها تشريح بعد الوفاة واتضح ان
الدورة الدموية المخية لم تتوقف تماما
قبل الوفاة وان الشرايين تحتوى على دم.
وهذه الظواهر الاربعة ان دلت على شىء
فانما تدل على ان التقييم الاكلينيكى
والمعملى لتوقف وظائف المخ لم يصل الى
الحساسية الكافية لاعلان ان الجهاز
العصبى قد توقف تماما عن العمل ناهيك
عن التاكد من موت خلاياه.
ومما تقدم فانى الخص ماسبق فى نقطتين
جوهريتين :
اولاً :
ان توقف المخ ككل او جزء منه عن
القيام بوظائفه لا يعنى موت هذا الجزء
او موت خلاياه.
ثانياً :
ان الوسائل المتبعة سواءً
اكلينيكية او معملية قد ثبت مؤكدا
انها ليست على درجة الحساسية الكافية
للجزم بان وظائف المخ قد توقفت تماما
ناهيك عن موت خلايا المخ.
ولذا ينبغى على الاطباء الاستمرار فى
محاولة انقاذ اى مريض به اى مظهر من
مظاهر الحياة.
كما ينبغى ان ينكب الاطباء على اجراء
الابحاث اللازمة لاعادة تشغيل المخ
بعد توقف وظائفه ظاهرياً.
وفق كل ذى علم عليم
ا.د/
حسن حسن على جاويش
زميل كلية الجراحين الملكية بلندن
زميل كلية الجراحين بادنبره
رئيس قسم جراحة المخ والاعصاب – جامعة
الزقازيق (سابقاً)
ورئيس الجمعية المصرية لجراحى الاعصاب
( سابقاً)
27 /4/1997م- 20 ذى الحجة 1417 هـ