وثائق و مقالات

مشاهد فيديو

بسم الله الرحمن الرحيم


المسؤولية الأخلاقية لطبيب التخدير

بقلم الأستاذ الدكتور:

مصطفي كامل فؤاد
أستاذ التخدير بكلية الطب جامعة عين شمس

تندرج المسؤلية الأخلاقية لطبيب التخدير تحت عدة محاور هامة:
 

المحور الأول:
مسؤلية الطبيب الأ خلاقية عن المريض وتفاعله معه وعلاقته به القائمة على الاحترام والحفاظ على كرامته من الناحية البدنية والنفسية، وراحة المريض وحمايته من أى تصرف غير أخلاقي أو غير لائق، وكذلك الحفاظ على سرية المعلومات الطبية الشخصية للمريض والتقييم اللازم قبل التخدير وأخذ موافقة المريض وإذا لزم الأمر أخذ إقرار من المريض أو أهله بإدراكه لطبيعة العملية ونوع التخدير الموافق لها قبل اجرائها.. ثم بعد ذلك رعاية المريض بعد الإفاقة. من الأمور الأخرى والتي تندرج تحت أخلاقيات المهنة هو عدم المُغالاة فى الأتعاب بما يمثل عبئاً ثقيلاً في ظل الظروف المادية المعيشية الصعبة، حيث لا بد أن يُراعى الجانب الإنساني وأن يسود التراحم في المجتمع.

المحور الثاني:
المحور الثانى للمسؤلية الأخلاقية لطبيب التخدير هو مسؤولية طبيب التخدير تجاه الزملاء الأطباء الآخرين وعلاقة الطبيب معهم.. واللتى لابد وأن تكون قائمة على الاحترام المتبادل وتقدير جهودهم وتقديم النصائح ومشاركة العلم مع غير القادرين على الأداء الأمثل.

المحور الثالث:
المحور الثالث للمسؤلية الأخلاقية لطبيب التخدير هو المسؤولية تجاه مسؤولى الرعاية الصحية وتتضمن: الاجتماعات العلمية لتطوير المهنة لصالح المرضى وتقديم التقرير عن الممارسات الخاطئة.. أو أي ظروف لها علاقة بالمخاطر على المرضى فى غرف العمليات للإدارات الصحية.. كذلك مخاطر استخدام الأدوية والأدوات والأجهزة وصيانتها ومتابعتها.

المحور الرابع:
والمحور الرابع للمسؤلية الأخلاقية لطبيب التخدير هو مسؤليته الأخلاقية نحو المجتمع والبيئة وتتمثل فى المساهمة فى النشاطات المتعلقة بإصلاح المجتمع والاطلاع على ما يتعلق بأخلاقيات الممارسات الطبية وعدم الاشتراك أو المساهمة فى أى إجراءات غير صحيحة أو غير دقيقة فى النشر العلمى .

المحور الخامس:
والمحور الخامس هو مسؤلية طبيب التخدير الأخلاقية على نفسِه والتى يندرج تحتها حرصُه على تنمية مهاراته ومتابعة صحته البدنية والنفسية حتى يُقدم على عمله بمنتهى الدقة والإتقان.. فإن تخصص التخدير هو تخصص دقيق وصعب نسبيا.. ويحتاج إلى درجة عالية جداً من الدقة.. واللتى تتطلب مستوى عالى من المسؤولية.. والقدرة العالية على تحمل الضغوط.. فإن هذه المسؤلية تتمثل في الحفاظ على حياة المرضى والأخذ بكل الأسباب سواء بالتقييم الشامل للمرضى قبل التخدير.. واسترجاع المهارات التدريبية والتدريسية لاتخاذ طريقة التخدير المناسبة لنوع العملية ثم المتابعة الدقيقة واللصيقة للمرضى طوال فترة العملية بأجهزة المتابعة الحديثة والإلمام بالأدوية التى تُستخدم أثناء التخدير أو - لا قدر الله -إذا حدثت أى مضاعفات، ثم تأتى مرحلة الإفاقة وخروج المرضى بسلامة من العمليات إلى جناح الإفاقة والمتابعة قبل مغادرة جناح العمليات..
كذلك لا يقتصر دور طبيب التخدير على العمليات الجراحية.. بل يمتد إلى أجنحة الرعايات المركزة سواء الجراحية أو العامة بجميع المستشفيات وما يتطلبه ذلك من جهد عالي جداً في متابعة هؤلاء المرضى وكذلك الإلمام بكافة المهارات في استخدام أجهزة التنفس الصناعي والتدخل السريع لإنقاذ حياة المرضى في الظروف الطارئة…